• نقابة المحامين في طرابلس - لبنان

النقيب المراد خلال إفتتاح دورة تدريبية حول "العمل في المحاكم الشرعية السنية": وحدةٌ وطنية بنظرةٍ نقابية ايمانية

16/09/2021

برعاية وحضور نقيب المحامين في طرابلس والشمال محمد المراد، وبالتعاون مع المحكمة الشرعية السنية العليا في لبنان، أطلق مركز التدرّج والتدريب في نقابة المحامين في طرابلس، دورة تدريبية حول "العمل في المحاكم الشرعية السنية" ، بحضور رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا سماحة الشيخ الدكتور القاضي محمد عساف، القاضي الشيخ محمد ابو زيد، رئيس المحكمة الشرعية في طرابلس القاضي الدكتور وسام السمروط، القاضي الشيخ عمر البستاني، ممثل النقابة لدى المحكمة المحكمة الشرعية في طرابلس الاستاذ محمد شما، وعدد من الزميلات والزملاء المحامين ومحامين متدرجين، وذلك في القاعة الكبرى في النقابة.


البداية بكلمةٍ للنقيب المراد رحب فيها بسماحة رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا في لبنان القاضي الدكتور محمد عساف والسادة اصحاب الفضيلة قضاة الشرع قائلاً : نلتقي اليوم على مائدةٍ مختلفة لكنها متكاملة في البعد والهدف والأساس، فنقابة المحامين جادةٌ وراغبةٌ في ان يتلقى الزملاء المحامين ويقرأون ويدرسون بعين الحقيقة، سواء كانوا على درجةٍ عاليةٍ من المعرفة كمحامين بالإستئناف، او زملاء متدرجين..

وتابع قائلاً :" قصدنا هذه الدورة كما سبق وحصل في هذه القاعة ايضاً سلسلة من المحاضرات على مستوى المحاكم المارونية والإرثوذكسية، حيث جئنا اليوم لنكمل العقد بمفهوم الوحدة الوطنية بنظرةٍ نقابية ايمانية، لان هذه النقابة هي ام النقابات، وذلك الوعاء المتسّع للآراء المختلفة نحو الرأي والرأي الآخر في سبيل السداد والوصول الى النتائج، لأن هذا النوع من القضايا دقيق جداً، بقدر ما ينظر اليها البعض على انها مسائل عادية يمكن لأي مواطن ان يصل ويفهم الأصول المتبعة والتعقيدات في عملية الشكل والأساس، فنحن نعتبر بأن المحامين اذا ماأرادوا ان يترافعوا ويراجعوا ويمثلوا امام القضاء الشرعي، يحتاجون لمثل هذه السلسلة من المحاضرات والشروحات، خاصةً في المسائل التطبيقة والعملية، فهناك العديد من النقاط القانونية على مستوى المحكمة الشرعية العليا تستحق منا جميعاً ان نتوقف عند دقتها وتفصيلاتها وتشعباتها فإذا ماافتقدنا الشكل في القضية، افتقدناها بكليتها..

وختم قائلاً :" من هنا اهمية هذا اللقاء اليوم واللقاءات المقبلة مع قضاة الشرع الذين يحكمون ويفصلون في القضايا ونحن على درجةٍ كبيرة من القناعة، كما حصل سابقاً، بأن هناك مواضيع اكثر تفصيلاً ستُطرح، ومسائل تستحق منا ان نتوقف عند كل كلمة ورأي وإجتراح كل حلّ، فقد أعطي للقضاء الشرعي صلاحيات اوسع واشمل، فكل الشكر للقضاة على مساهمتهم لهذه الدورة التدريبية، والشكر للزميلات والزملاء على مشاركتهم المتميزة.


ثم القى الرئيس عساف كلمةً توجه فيها بالشكر الى النقيب المراد على دعوته لهذا الدورة التدريبية، والى نقابة المحامين في طرابلس ومركز التدرج والتدريب على إستضافتهم، ليبدأ بعدها بمدخلٍ عام الى القضاء الشرعي وقانون تنظيمه.




ثم تحدث عن المحاكم الشرعية التي تُشكل جزء لا يتجزأ من السلطة القضائية، ومن المنظومة القضائية التي تتألف منها السلطات الثلاث في الدولة : السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ، والسلطة القضائية، موكداً بأن القضاء هو شرع والمحكمة وُجدت لإيصال العدالة لمستحقيها وإحقاق الحق.

ثم القى الرئيس عساف محاضرة تحت عنوان أصول المحاكمات الشرعية بين النظرية والتطبيق، على مدى ساعتين
تخللها العديد من المداخلات والتساؤلات.

ثم تحدّث رئيس محكمة صيدا الشرعية السنية القاضي الشيخ محمد عبد الله ابو زيد حول تطور نظام المحاكم والتقنين الفقهي موضحاً بأن القضاء الشرعي السني في لبنان ليس مستحدثاً، بل قضاء أصيل يستمد أصالته وعراقته من الارث القضائي الاسلامي الذي ارسى قواعده ومبادئه وأصوله النبي محمد صلى عليه وسلم الذي شكلت اقضيته المؤسسة على القرآن والسنة الاساس للقضاء الاسلامي، ومن هدي الخلفاء الراشدين ومن الارث العلمي الذي تجلى من خلال كتب كثيرة متخصصة يرجع تاريخها الى العصر الاموي والعباسي والمملوكي، بالإضافة الى الدولة العثمانية صاحبة التأثير الاكبر على صعيد تنظيم القضاء الشرعي في لبنان، متابعاً بأنه وبعد إعلان استقلال لبنان، شهدت المحاكم الشرعية السنية عدة تطورات لضمان حق المراة والطفل في القضايا التي تتعلق بالمهر والنفقة والحضانة والمشاهدة وغيره.